




كحروف متناثرة في غياهب النفوس ، لا أبعاد لها سوى ما نعطيه لها من معنى بتراكيبنا .. تظل أفكاري بلا معنى إن بقت وحدها ، تضيع و أصبح معها هباءً فقررت أن أدونها كلها حتى لا أضيع معها و لأتمتع بحرية الفضاء اللا محدودة
نعم أعترف بأنني لا أعرف من الذي أريده ، لأنني ببساطة لا أعرف من أنا و لا أعرف ما الذي أريده في هذه الحياة الغريبة ... و لكن هل الحياة هي الغريبة أم نحن الغرباء ؟؟؟ هل فعلاً نحيا في غربة أم أن الغربة هي التي تحيا فينا و تبحث عننا ؟
أجدني في كثير من الأحيان وحدي حتى و إن كنت وسط بحر من الناس ... نعم وحدي بإحساسي و أحلامي و طموحي ... وحدي غارقة في بحر حزني ... وحدي أحب مجهول ... وحدي أبحث عن دنيا أخرى ، عن زمن آخر غير هذا الزمان ... وحدي أعيش حلمي و لكن أعيشه في داخل سجن ضلوعي ، تختنق الدنيا من حولي و ترحل الأيام بلا عودة ... ترحل لتصبح سنين ... تحمل معها أحلام و رؤى و طموحات ... مقيدة بجذوري في أرض غريبة ، وطن تائه ... تاه داخلي قبل أن يتوه من حاله و قبل أن أتوه أنا فيه ... لا أستطيع سوى أن أجلس رابضة في مكاني و أشاهد الأشياء من حولي ... أقنع الجميع و أهيئهم بأن لي مخالب حادة و لكنني لا أزال هائمة تائهة بين صور و وجوه تتابع في مخيلتي و أمام عيني طول الوقت .. أنظر للوجوه و أحاول أن أرسم حياة كل منهم في خيالي بكل ما فيها من تفاصيل و مشاكل ، شبكة لا نهائية من القصص و المعاناة و النجاحات و الإخفاقات و العلاقات و أنا مجرد نقطة فيها و لا تزال مشاكلي و همومي ضخمة و تشغل كل الفراغات حولي .