
بأخاف أفضل في مكاني والدنيا بتجري حواليا وإنت مش موجود ... كل اللي شايفيني دول مين؟؟؟ وياترى شايفيني ولا لأ ؟ ياترى حاسين بيا ولا لأ ..؟ إنت مين فيهم ؟؟؟ أنا مش بدور عليك علشان أعرفك ... لكن بدور عليك علشان مابقاش لوحدي ..



كحروف متناثرة في غياهب النفوس ، لا أبعاد لها سوى ما نعطيه لها من معنى بتراكيبنا .. تظل أفكاري بلا معنى إن بقت وحدها ، تضيع و أصبح معها هباءً فقررت أن أدونها كلها حتى لا أضيع معها و لأتمتع بحرية الفضاء اللا محدودة
هايمة الروح فوق مركب الأحلام
و المركب سايرة بريح الكلام
يشيلها الموج و يحطها
في بحر الليل المضفر فوق كتف البنات
ينسدل في ضي القمر
و تنزل معاه الستاير
ليل ورا ليل يلف خصر نحيل
أتوه و أغرق و تني ماشي هايم
ورا شعر بيتطوح شمال و يمين
30/10/2007 الشاطبي الشاطئ
ذلك البحر – الأخضر و الميال أكثر للون الرمادي ... قد يكون ذلك بسبب ذلك اللون الرمادي الذى غطى مدينتي الحبيبة ، الرائقة ، الراقية غالباً و غالباً أيضاً تكون صاخبة ... جلست على إحدى الصخور لأسرب تلك الشحنة السالبة من أفكاري و مشاعري و ربما من عمري ... ثم ظهرت تلك النوارس الأربعة ... بيضاء كانت ، تتحرك في تشكيلات ... تحوم حول المكان .. بعد عدة دورات عاد ثلاثة بدون رابعهم ، و لكنهم عادوا ليأخذوه معهم و عاد بالفعل ... كان اونهم الأبيض يشق تلك الصبغة الرمادية التي بدأت تغطي المدينة و الناس ... ربما مدينتي تغير ألوانها بإختلاف الفصول ... و لكن الناس تزداد عتمة كلما مرت عليها فصول ... و لكن هناك دائماً نقط بيضاء ... ذهبت لأجلس أنا و البحر و الصخر لأعرف منه سر تغير لونه و تغير حالي ... و مع أول خطواتي على ذلك اللسان الصخري وجدت أكوام الصخر العبثية تحتضن ذلك القلب المرسوم بالصخر أيضاً ...
ربما رسمه أحدهم لحبيبته ليصرح لها بحبه أو ليعلن للعالم شوقه ليعثر على حبيبة و ربما أيضاً أراد أن يقول " كان هنا حبي الماضي " ...
و كانت المفارقة أن هذا القلب الوحيد الكبير وحيداً في الفراغ بين الرمال و الصخر و البحر ... هناك في منتصف الكون تماماً ... حيث يتوسط الكرة الأرضية و خلفه ثلاث قارات و أمامه ثلاث أخريات ...
جلست غير بعيدة عنه و سألت حالي " لماذا نستمتع برؤية الأمواج تتكسر على الصخور ؟ " تلك الأمواج تأتي مسرعة متلهفة و هي تعلم أنها ستنكسر على صخور صلبة و قاسية و لكنها تعلم أيضاً أنها ستكسرها بمرور الوقت و سرعان ما تعود تلك الأمواج لطبيعتها فتصبح بحراً من جديد ، شديد الإتساع و القسوة و الطيبة و الغموض غريب ذلك البحر ، يثور فقط بقشرته الخارجية و لكنه في داخله كامن ، هادئ ، عميق ، بحتفظ بمكنوناته لحاله .. نعم أعلم أن بداخله ثورات و تيارات و أسماك تأكل بعضها و لكن هناك أيضاً أسماك تولد و لآلئ تتكون في المحار ... ذلك البحر الذي قد يبتلعك و يواريك في أحضانه التي قد تكون قاسية و قد تكون ناعمة وثيرة هو نفس البحر الذي يجعلك تطفو و تسبح من دنيا لأخرى و من مصير لمصير .
نعم أعترف بأنني لا أعرف من الذي أريده ، لأنني ببساطة لا أعرف من أنا و لا أعرف ما الذي أريده في هذه الحياة الغريبة ... و لكن هل الحياة هي الغريبة أم نحن الغرباء ؟؟؟ هل فعلاً نحيا في غربة أم أن الغربة هي التي تحيا فينا و تبحث عننا ؟
أجدني في كثير من الأحيان وحدي حتى و إن كنت وسط بحر من الناس ... نعم وحدي بإحساسي و أحلامي و طموحي ... وحدي غارقة في بحر حزني ... وحدي أحب مجهول ... وحدي أبحث عن دنيا أخرى ، عن زمن آخر غير هذا الزمان ... وحدي أعيش حلمي و لكن أعيشه في داخل سجن ضلوعي ، تختنق الدنيا من حولي و ترحل الأيام بلا عودة ... ترحل لتصبح سنين ... تحمل معها أحلام و رؤى و طموحات ... مقيدة بجذوري في أرض غريبة ، وطن تائه ... تاه داخلي قبل أن يتوه من حاله و قبل أن أتوه أنا فيه ... لا أستطيع سوى أن أجلس رابضة في مكاني و أشاهد الأشياء من حولي ... أقنع الجميع و أهيئهم بأن لي مخالب حادة و لكنني لا أزال هائمة تائهة بين صور و وجوه تتابع في مخيلتي و أمام عيني طول الوقت .. أنظر للوجوه و أحاول أن أرسم حياة كل منهم في خيالي بكل ما فيها من تفاصيل و مشاكل ، شبكة لا نهائية من القصص و المعاناة و النجاحات و الإخفاقات و العلاقات و أنا مجرد نقطة فيها و لا تزال مشاكلي و همومي ضخمة و تشغل كل الفراغات حولي .
في تلك الزاوية هناك جلست مشتتة البصر و الفكر ، أنظر للا شئ و أنا أدور حول تلك البقعة المهجورة في إحساسي ... و ربما تكون في عقلي ... لا أعلم و لكنها فقط في مكان ما أشعر بها وحيدة مثلي تبحث عن شئ لا تعرفه كما أبحث أنا ...
أدور حولي كل يوم لعلي أرى ما يراه الناس و لا أراه ... أتمنى أن أجدني ،، دائماً ما كنت أبحث في كل الإتجاهات ، أصول و أجول داخل تلك الروح الشاردة التي لم تجد نفسها يوماً حتى الآن ... فأجدها كما عهدتها دائماً منكمشة حول ذاتها تشعر بالغربة و الوحدة على الرغم من كل من هم حولها في كل مكان و على الرغم من كل من تعرفهم و تقابلهم طول الوقت تظل وحيدة ، غريبة ، شاردة ، جامحة أحياناً ، شديدة البراءة و النقاء ، شجاعة أحياناً ، ثائرة كثيراً ... و لكنها هناك
أعلم جيداً أنها هناك ... لا أزال أشعر بها ، تسكنني و أسكنها و كل منا تشعر بالوحدة و الغربة حتى و إن إتحدنا و إتكأنا على بعضنا البعض .. يصبح العالم حولنا فراغ لا حدود له و كأن العالم على إتساعه أصبح جزيرة صغيرة جداً أبعادها ما تشغله قدمي من مساحة الأرض التي تطأها ... دائماً هناك أسئلة و لا إجابة لها
لماذا أنا من يجب عليها أن تظل وحيدة ؟ لماذا هناك دائماً أحلام لم تتحقق و أشياء ناقصة بدءاً من شكلي الخارجي و حتى قلبي و أحلامي الصغيرة العادية ؟
لماذا أظل أتسائل بلا ردود أو إجابات ؟ دائماً هناك حلم ناقص و فرحة لا تتم .. لماذا ؟
لماذا أقرأ إحساس من هم حولي و اشعر بما في ذهنهم و أعجز عن معرفة ذاتي ؟
أكاد أصرخ طول الوقت قائلة أنا هناااااااااااا ... أنا أحيا و أشعر .... لا يوجد سوى دمعاتي و بكائي الطفولي عندما أكون وحدي
لماذا يبتعد الناس حينما يكونون شديدوا القرب و أظل وحدي بالرغم من كل شئ و بالرغم من أنه لا ينقصني شئ ... هناك شئ غائب لا أعلمه ... أتوه أحياناً في غياهب عقلي فأجد كيانات أكاد لا أميزها ... و لكن الشئ الوحيد الذي أعرفه في هذه اللحظة هو أن هناك شئ ما بداخلي في تلك الزاوية هناك و في بقعة ما بداخلي يصرخ و يمزقني معه ، لا أميز صرخاته من تلاحقها و لا أنا قادرة على إخماده فقد سيطر علىَِ و لا أستطيع أن أسيطر عليه مهما فعلت فقد ملكني و لم أملكه بعد