Tuesday, October 30, 2007

لما يكون قلب الكون صخر و حجر

30/10/2007 الشاطبي الشاطئ

ذلك البحر – الأخضر و الميال أكثر للون الرمادي ... قد يكون ذلك بسبب ذلك اللون الرمادي الذى غطى مدينتي الحبيبة ، الرائقة ، الراقية غالباً و غالباً أيضاً تكون صاخبة ... جلست على إحدى الصخور لأسرب تلك الشحنة السالبة من أفكاري و مشاعري و ربما من عمري ... ثم ظهرت تلك النوارس الأربعة ... بيضاء كانت ، تتحرك في تشكيلات ... تحوم حول المكان .. بعد عدة دورات عاد ثلاثة بدون رابعهم ، و لكنهم عادوا ليأخذوه معهم و عاد بالفعل ... كان اونهم الأبيض يشق تلك الصبغة الرمادية التي بدأت تغطي المدينة و الناس ... ربما مدينتي تغير ألوانها بإختلاف الفصول ... و لكن الناس تزداد عتمة كلما مرت عليها فصول ... و لكن هناك دائماً نقط بيضاء ... ذهبت لأجلس أنا و البحر و الصخر لأعرف منه سر تغير لونه و تغير حالي ... و مع أول خطواتي على ذلك اللسان الصخري وجدت أكوام الصخر العبثية تحتضن ذلك القلب المرسوم بالصخر أيضاً ... ربما رسمه أحدهم لحبيبته ليصرح لها بحبه أو ليعلن للعالم شوقه ليعثر على حبيبة و ربما أيضاً أراد أن يقول " كان هنا حبي الماضي " ... و كانت المفارقة أن هذا القلب الوحيد الكبير وحيداً في الفراغ بين الرمال و الصخر و البحر ... هناك في منتصف الكون تماماً ... حيث يتوسط الكرة الأرضية و خلفه ثلاث قارات و أمامه ثلاث أخريات ... جلست غير بعيدة عنه و سألت حالي " لماذا نستمتع برؤية الأمواج تتكسر على الصخور ؟ " تلك الأمواج تأتي مسرعة متلهفة و هي تعلم أنها ستنكسر على صخور صلبة و قاسية و لكنها تعلم أيضاً أنها ستكسرها بمرور الوقت و سرعان ما تعود تلك الأمواج لطبيعتها فتصبح بحراً من جديد ، شديد الإتساع و القسوة و الطيبة و الغموض غريب ذلك البحر ، يثور فقط بقشرته الخارجية و لكنه في داخله كامن ، هادئ ، عميق ، بحتفظ بمكنوناته لحاله .. نعم أعلم أن بداخله ثورات و تيارات و أسماك تأكل بعضها و لكن هناك أيضاً أسماك تولد و لآلئ تتكون في المحار ... ذلك البحر الذي قد يبتلعك و يواريك في أحضانه التي قد تكون قاسية و قد تكون ناعمة وثيرة هو نفس البحر الذي يجعلك تطفو و تسبح من دنيا لأخرى و من مصير لمصير .

1 comment:

•√أريـ السمر ـج√• said...

ذلك البحر الذي قد يبتلعك و يواريك في أحضانه التي قد تكون قاسية و قد تكون ناعمة وثيرة هو نفس البحر الذي يجعلك تطفو و تسبح من دنيا لأخرى و من مصير لمصير .
---
كم جميلة كلماتك برقة متناهية ..عشت معها لحظات بين احضان البحر او بحر الحياة المتناقض فى حنانه و قسوته

دمتي بكل الخير و اسعدنى المرور عليك