كتير بياخدني الحنين إني أكون أم لأطفال حلوين و بأتمنى إنهم يكونوا بنات ، يمكن علشان يعوضوني نقص البنات اللي في حياتي و ده لأني بنت وحيدة بعد ولدين أكبر مني ... بأحب البنات أوي ، كان نفسي يكون ليا إخوات ليا إخوات بنات ، نقعد نحكي و نلعب مع بعض و نتخانق على اللبس و يكون لنا عالم أسرارنا جوة أوضة وردي بلون أحلامنا ... كل واحدة فينا يكون لها فارس تشوف خياله في السقف و نحكي حواديتنا لبعض كل ليلة ... حكاوي قلوبنا المستخبية تحت حروف مخداتنا و ساعات جوا ضلوعنا ... نخرج سوا ... نكون سر بعض ... نعمل قعدة بنات و كل واحدة تعمل صنف أكل نقعد نستطعمه و عليه نكهة فرحنا و حبنا لبعض و نرش عليه من حكاياتنا و توابلها و بعدها نقوم نرقص سوا في دايرة و نرسم أيامنا سوا و نحدف أمانينا في الجو حوالينا زي عصافير الجنة تملا الفضا ... نقضي ساعات قدام المراية نتزوق و نزوق بعض و نزوق أيامنا بألواننا ... لما واحدة فينا تتعب ، الباقيين يكونوا حواليها و لما تحب ولد الباقيين يحسوا دقة قلبها كأنها من جوة ضلوعهم ، و لما تفرح يكونوا هم شموع فرحها و عزوتها ..
يمكن علشان كده عايزة أجيب بنات كتير يكونوا أصحابي و إخواتي و بناتي ..حلمت قبل كده إني حامل في بنات توأم زي القمر .. بأحلم إن بناتي انا اللي حارسم ملامحهم في خيالي و أطلبها من ربنا و حاسة إنه حيلبي رغبتي و حلمي زي ما عمل معايا في بنت أخويا ، شفتها في حلمي و رسمتها في خيالي و جت زي ما توقعت ... يكونوا الدفا اللي بيحاوط قلبي و يداريه من قسوة الزمن ... البنت لما تكون لوحدها بيكون الزمن قاسي عليها أوي ... كل حاجة في حياتها بتعملها و تحسها و تتحملها وحدها مهما كان حواليها ناس و أصحاب و أقارب ...
كل ده نفسي فيه بس بأخاف من الوجع ... بقيت أخاف منه أوي ، سواء كان وجع حمل و ولادة أو تربية أو تحمل مسئولية .. يمكن أكون بقيت مش بأستحمل الوجع و لا خيبة الأمل .. أخاف أجيب أولاد من زوج أكتشف مع مرور الوقت إنه إتغير و ما بقاش هو ده الفارس اللي بأحلم بيه طول عمري ، أو إن إختياري له كان من الأصل غلط و إني مكنتش شايفة صح ... و أخاف إنهم يضطروا يشيلوا سوء إختياري أو أضطر أنا لتحمله علشانهم و يبقوا هم نقطة ضعفي و يتلوي ذراعي بسببهم و أنا مش بأحب لوي الذراع .. بأحب أكون حرة ... يمكن بأغير أو أحس بحسرة لما أشوف زمايلي و صحابي إرتبطوا أو إتجوزوا و أنا لسة قاعدة ...
ساعات قلبي بيوجعني و نفسي تتكسر و ساعات أقول ربنا مش عايزني أقع في حاجة وحشة أو حد وحش ... أكيد شايلي الأحسن ... يا رب ما تسيبنيش لوحدي كتير .. يمكن كنت بأدعيلك زمان إن لو كان عمري حيبقى قصير يبقى بلاش أجيب أولاد علشان ما يتعذبوش بعدي و يتلطموا و دعيتلك كمان ما تدينيش عيال فيهم أي إبتلاء علشان ما أتقهرش عليهم و لا تصعب عليهم نفسهم لما يشوفوا الناس حواليهم طبيعيين و هم لأ .... مش قصدي أتشرط عليك ...
بس أنا عارفة نفسي ... مبقاش عندي طاقة أتحمل الوجع و لا القهر و لا العذاب ... أنا محتاجالك أوي يا رب ... خليك جنبي أنا محتاجالك ، تايهة و تعبانة لدرجة إني ما بقيتش عارفة أنا عايزة إيه ... كل الحاجات اللي كنت عايزاها نسيتها ... ما بقيتش أحس غير بالوجع و القهر ... كل اللي مسيطر عليا هو رغبتي في الهروب و الإحساس بالبراح ده انا حتى كمان مبقيتش عارفة أنا عايزة أهرب من إيه و ليه ... لدرجة إني بقيت عايزة أهرب من تحت جلدي ..
يمكن الحاجات اللي حواليا طبيعية و عادية بس أنا اللي من جوايا ما بقيتش عادية و لا طبيعية .. يمكن أكون شفت الدنيا و الحاجات أكتر من اللازم و يمكن أكون لسة مغمضة و مش شايفة صح ... بجد مش عارفة ... نورني يا رب و إبعتلي إشارة ... إبعتلي حاجة تريحني و تطمن قلبي الحيران .. محتاجة يا رب إنك تكون حواليا ، أنا عارفة و متأكدة إنك حواليا و بتحميني حتى من نفسي بس أنا طماعة ... عايزاك أقرب ، أنا إنسانة و إنت خلقتني كده بكل كلاكيعي و عقدي و كراكيب روحي ... مش بإيدي اللي أنا فيه بس بأحاول ... ساعدني أكون الإنسانة اللي ترضيك و في نفس الوقت أكون مرتاحة و سعيدة و راضية بحالي .... محتاجالك بجد