Thursday, August 07, 2008

وصيتي


أمي الحبيبة ... معرفش ليه خطر على بالي أكتب وصيتي و أكتبلك كلام يمكن ما اتكلمتش معاكي فيه لأي سبب من الأسباب لحد اللحظة اللي بأكتب فيها و يمكن ما تعرفيهوش إلا بعدها بمدة الله أعلم حتكون أد إيه ... أنا مش حأكتب وصية عن أموال و لا ميراث لأني معنديش حاجة اسيبها لحد ... كل اللي عندي يمكن شوية أحلام و أحاسيس و شوية كلام و أفكار ... هم دول كل تركتي و ثروتي .... كل اللي اعرفه في الدنيا دي هو انكم ربيتوني إني أكون مختلفة عن اللي حواليا ، إني أكون دايماً كبيرة في تصرفاتي و أحلامي و نظرتي للدنيا على الرغم إن الطفلة اللي جوايا عمرها ما كبرت ... كنت دايماً أسمع كلامكم عن البلد و الإنتخابات و الإصلاح و السياسة من قبل ما أوعى على الدنيا ... كان عمري شهور لما أخدتيني زيارة لأبويا في السجن ، و كان مسجون علشان بيقول رأيه و بيدافع عن بلده ، علشان حس بالمسئولية عن الناس الغلابة اللي ضهرها انحنى و مخها اتدمر من الفقر و الجهل و قرر إنه يكون لسانهم و انتي كنتي معاه في ده و بتساعديه و تشاركيه في كل حاجة و يمكن لولاكي ما كان قدر يعمل اللي عمله ... كان كل الكلام في بيتنا كل يوم عن البلد و السياسة ... ما كانش إختيار حبنا للبلد و لا إنشغالنا بيها ، ما كانش إختيار إننا تكون أحلامنا كبيرة زي ما هو مش إختيارنا إننا نتوجع كل ما نشوف الفقر و الجهل و القهر ، كل ما نشوف البشر رخيصة و مطحونة ، كل ما نشوف مجهودنا و تضحيتنا و إصرارنا إننا نعيش في بلد نحس فيها إننا بني آدمين و لنا فيها مكان نتنفس فيه هوا نضيف و نحس بالشمس و ريحة الورد و الخضرة و نشوف الأولاد الصغيرين بيضحكوا من قلبهم و بيتعلموا كويس و صحتهم كويسة و البلد تكبر و تتقدم على إيدينا و إيديهم ، إنتم علمتونا كده و علمتونا نحلم كده و نحس كده ... مش ذنبنا إننا نحس بكل القهر و الغربة دي في بلد مالناش مكان فيه ، حننتمي إزاي للبلد دي ... تعرفي تقوليلي ليه و إزاي أم تقتل إبنها علشان مش لاقية ثمن الرضعة ؟ أو تموت نفسها علشان مش عارفة تأكل ولادها ؟ فما بالك إنها تعلمهم أو تفسحهم أو تحافظ على صحتهم ... نعيش إزاي في بلد الولاد بدل ما يلعبوا في الجناين بيدوروا على الأكل في صناديق الزبالة و بيشموا كلة و بيناموا على الرصيف و بيتعلموا السرقة و النصب و القتل بدل ما يتعلموا حروف الأبجدية ؟
ننتمي إزاي لبلد قاسية بالشكل ده البني آدم فيها أرخص من سعر التليفون المحمول ، لما يموت في عبارة علشان كان مسافر بيشقى و بيشتغل لأجل يجيب قرشين يسند ولاده بيهم و يغرق في الطريق و يضيع معاه كل حاجة تقوم الدولة تدي أهله ألف جنيه ، بأه بالذمة دي بلد ... بلد بتنضرب فيها بنت بالجزم و الشلاليط من الرجالة و يحدفوا على راسها طوبة لما يموتوها علشان غيرت ديانتها ، هم مالهم ، مين نصبهم آلهة ؟ كل واحد منهم إرتكب خطايا و ذنوب توديه في قاع جهنم و بس بيدعوا إيمانهم و طهرهم بإنهم يعاقبوها على تغيير ملتها و فقد إيمانها ... و كتيييير أوي أمثلة و نماذج و بلاوي بتحصل في البلد و كل يوم القهر علينا بيزيد .
بصي يا أمي ، عايزاكي تقولي لكل اللي يقابلك ما يعلمش ولاده يمشوا جنب الحيط لأن جنب الحيط ضلمة و حفر و أمراض و أول ما يقع الحيط حيقع على دماغهم ، قوليلهم يمشوا في نور الشمس ، يمشوا بجسم مفرود مش محني ، يمشوا براس مرفوعة و عالية ، يفردوا صدرهم للدنيا .. قوليلهم يعلموا ولادهم إن أحلامهم تكون أد وسع و أبعد من مدد الشوف و تكون عالية زي الشمس ، يعلموهم ما ينحنوش و لا يخافوا من حاكم و لا سلطان حتى لو كانوا غلطانين المهم يواجهوا غلطتهم بشجاعة و لو كانوا على حق يفضلوا مصرين عليه حتى لو كل الكون وقف قصادهم ... مهما طال الوقت الحق بينتصر ، إحنا ليه ما اتعلمناش من الأنبياء و الرسل ؟ ربنا لما أرسلهم كانوا أفراد و كانوا لوحدهم في وسط طغيان و في زمن غابر و لأنهم على حق ربنا كان معاهم و الناس سمعتهم حتى لو طال الوقت بيهم و ضحوا و إتحاربوا من الحكام ... اللي بيظلم فرد و اللي بيصلح فرد بس الفرق إن الظالم و الطاغية و المخطئ بييكون جبان حتى لو تحت إيده سلطة بتديله قوة و بجاحة ، لكنه بيكون من جواه جبان و مهزوز لأنه عارف إنه غلط و بيستخدم كل الطرق علشان يداري نفسه و يبان إنه صح و مبيعملش حاجة غلط ، على عكس اللي بيصلح بيكون برضه فرد و لوحده لكن قوة الحق عنده بتديله جرأة و ثبات و شجاعة و بتخلي الناس تصدقه و تؤمن بيه ...
ماما ... عايزاكي لما ولاد اخويا يكبروا تقوليلهم إني باحبهم قوي ، و اخواتي و زوجاتهم كمان ... باحبكم كلكم ، بس يمكن كان همي إني ألاقي نفسي ، كان همي أشوف الدنيا زي ما بأحسها و بأرسمها في خيالي و زي ما فهمتوني إزاي الدنيا لازم تكون علشان الناس يعيشوا فيها كويسين و محترمين ... لسة للوصية باقي ، حاكتبه بعدين

حاجات باحبها

الرقص ، التمثيل ، الموسيقى ... كلها حاجات بأتنفس فيها .. بأحبها أوي ... كلها حتة من روحي و إحساسي ... معرفش الدنيا تبقى دنيا إزاي من غيرهم ... بأعملهم كده بإحساسي من غير تفكير ، بأحس بمتعه غريبة ، و كأني في عالم تاني ، ما باشوفش حد حواليا ... بألاقي الدنيا فاضية و انا و بس اللي فيها ... ما باتعبش من الرقص و لا التمثيل ... بأكون حد تاني ، بس باتخنق لما أحس ان في حاجة مقيدة إحساسي ، و أنا أصلا ماعنديش غير إحساسي ... عايشة بيه و ليه

براويز قديمة

لم أعد أنا تلك الموجودة في الصور القديمة ... تغيرت أشياء كثيرة ، و تاهت في الطريق أشياء أكثر .. ربما كانت موجودة من قبل و لكن كانت هناك أشياء تمنعني من الظهور ... لم أكن معذبة وقتها ، بالعكس كنت أكثر إنطلاقاً و لكن لم يكن ذلك بالقدر الكافي و الطبيعي دائماً .
أما الآن بعد أن زالت عني سنوات الطفولة ، ظلت معي أشيائي الثقيلة و القاتمة و ذكريات كانت تترسب و أظن أنها ذهبت طي النسيان و ربما لم أكن أعيها في ذلك العمر ، بل و زاد أيضاً حجمها و ثقلها . ظلت وحدتي و حزني و رفضي لواقع و بشر لا أرضى الوجود بينهم ... رأيت بشر مختلفين فزاد رفضي لمن معي ... رأيت العالم قاس و جاهل فزاد حزني و وحدتي و غربتي ... كم كنت بريئة وقتها ، كم كانت أحلامي و آمالي كبيرة و خيالي خصب ... لم أعد كذلك الآن .. نعم لم أزل أقاتل لأحافظ على بقايا تلك الروح و لكنني صرت بعيدة جداً عنها ... أتوق لأن أخرج من حدود ذاتي و لكنني كلما هممت بالخروج أجد تلك الضغوط و الأحزان و الغربة و أشيائي المظلمة و قد سحبتني بعنف للوراء كما لو أنه لا يحق لي أن أرى ذلك النور الذي يراه الجميع .. أريد أن أتحرر من تلك البراويز .. أريد أن يمر يوم واحد كامل بسلام بدون أي مكدرات للصفو أو مثيرات حزن .. أريد أن أحب الإستيقاظ لمقابلة يومي الجديد السعيد ... أريد أن أكتب عن الفرح لا الحزن و القهر و الكبت .. أريد أن أزيح تلك الستائر القاتمة عن تلك الروح و أفتح لها نوافذ الحياة و أترك أشعة النور الدافئة فتصل للأركان التي إعتادت الظلام و الحزن و البكاء

مارسيل خليفة -الأوبرا- المسرح الكبير-15-4-2008-القاهرة

رقصة الغجر :
كرقصة الغجر في الدنيا ... دخلت بإيقاعات ناعمة .. و كأنك تسمع نبض قلب الدنيا و تتحسسه .. تتقافز مع رقصاتها و خطواتها إلى أن رحلت عن دنيانا في وداع مهيب حزين ؟؟ و لكنك لم تطل البعد لأنك دائماً هنا ... لم ترحل عني أبداً و كأنك كنت في الدنيا تتأهب لعرسك الأبدي ... إنتقلت للفردوس بنعيمها ... حيث رقص قلبك الغجري فرحاً

لبنان :برغم كل الحرب و القصف و الخراب و مرارة القتل و الفراق و لون الدماء على كل الأشياء ... تنبت فرحتنا من بين أشواك الألم و من بين أنياب الحرب ... فمدينتنا دائماً عروس برغم دموعها و أحزانها إلا أن بريقها و تألقها لا يبهت و لا يضيع ... حورية تتهادى و تطوف بين الجنان و الوديان ... بارعة السحر و الجمال ، رشيقة الروح ... كلها إصرار على الحب و الحلم و السلام على الرغم من كل الخراب و الحزن ، فهي تعرف كيف ترسم البسمة و الأمل رغم أنف الجميع لتصبح هي ضياء وجوههم و روحهم ... أعلم حبيبتي أنك تعانين لتظلي صامدة رغم هذا الحصار و العذاب و لكنني أنا هنا على الجانب الآخر ... صامد و لا أزال أقاوم ... يرقص قلبي عندما أرى ضياء إبتسامتك برغم البعد ...تصبح الدنيا في عيني بجلال و بهاء التراتيل و الترانيم ... و كأن كل ما حولي صار إبتهالات عشق لعينيك ... يتحدى الحصار و الألم ... يزرع الأمل و يأخذني لجنتك

حياتي بتتغير

كنت أعلم أن حياتي و شخصيتي تتغير و تعاد صياغتها بشكل ما لا أعلمه ... و لكنني كنت واثقة من أنني أسير في طريق مختلف لا أعرف له نهاية و لا زلت
كل الأشياء من حولي تؤكد نفس المعلومة ... كل الأشخاص و العلاقات الجديدة كذلك ... لغتي و عباراتي تتغير .. نظرتي للدنيا ... تطلعاتي ... أحلامي القديمة التي أعيد إحياؤها لأحققها أو لأتخلص منها للأبد لأكون قد أزلت عن عاتقي أشيائي الغير محققة ... حتى لا أكون قد وعدت نفسي و منيتها بأحلام ثم أخلفت معها وعدي فأشعر بالخذي
أصبحت أرى الأشياء بعمق ... أرى بالألوان و أشم الروائح بوضوح و أشعر بكل ملمس من حولي ... كل شئ بطبيعته ، حتى الزيف أصبحت ادركه كما لم أدرجه من قبل حتى و إن كنت غير قادرة على التعامل معه بحسم شديد كعادتي في عدم التعامل بحسم .. عادي .. و لكنني أصبحت أدرك و هذا هو المهم ... هل هذا هو النضج ؟
كثرت حكاياتي و معارفي و أصبحت أستقي من كل منهم شيئاً ما جديد أتعلمه و أعيشه معهم و أستمتع بكل شئ و بكل شخصية و بكل نمط على حدى و لكنني أعيش كل هؤلاء كل يوم بكل متناقضاتهم ... أحيا كل المتناقضات بكل ما فيها و هذا يشعرني بالثراء و الثقة على الرغم من التشتيت و التوهان من أشياء و بروايز قديمة حتى و إن كانت فترة مؤقتة ...

بيني و بينك كيميا

بيني و بينك كيميا
يا أفندي يا أبو نضارات
مخرج و غاوي حكاوي تهز قلب البنات
معرفش إيه الحكاية و لا واصلة بيا لفين
و لا كلامك ده عادي و بتقوله لكل الناس
معرفش القصة ماشية ازاي
دنيا غريبة عايشين فيها
أخاف تكون أنت كمان زيهم
روحك غيرك ... و لا أنت اللي بتغيرها
أوعى تكون ابتسامتك و كلامك و دفاك مزيف زيهم
أو زي وشوشهم اللي بيغيروها آلاف المرات
و إدعائهم الطهر و البراءة
أوعى تكون بتكرر الكلام لكل واحد أو واحدة على جنب
و الغريب ان الكل بيصدق
أو يمكن أنا بس اللي بأصدق طهرهم اللي ما شفتهوش
يمكن تكون الدنيا كده و أنا اللي ما اعرفهاش
الناس تحب بالصدفة كده
و تقول لما الصدفة تبعتلها الحبيب فتفتكر أشواقها و تقوله وحشتني موت
تفتكر ليه أنا كده
ليه غريبة و تايهة وسط عالم غريب
بأحبه على الرغم من غرابته و باخاف منه
يمكن خوفي منك و من إحساسك شبه خوفي منه
و يمكن يكون شبه خوفي من الناس التانيين
أو إنهم يكونوا صبغوك بغموضهم و وساخة روحهم
يمكن ما تكونش وساخة و يكونوا زينا تايهين بإحساسهم
و بيدوروا عليه و على نجاحهم في عيون اللي حواليهم
حتى لو كان بالإدعاء أو بالكذب
ساعات باتخض لما باشوفهم
عاملين زي فقاقيع النور اللي بتفرقع في الهوا ... بيتكشفوا قدامي فجأة
نورهم مزيف ... ما بيطلعش نور بيطلع ريحة عفن معشش جواهم
نفسهم ينتصروا على كل الخلق حتى لو ما كانوش شركا معاهم في أي خلاف أو حرب
كل ذنبهم إنهم ما إعترفوش بهزيمتهم في حرب هم مش طرف فيها
حرب مهزومة جوا نفوس الموهومين من قبل ما تبتدي بس هم مش داريين
تايهين في ساقية واخداهم علشان يثبتوا حالهم للفضا و يا ريته فاضيلهم
ماليان بناس تانيين زيهم و ناس تانيين غيرهم
ناس ماشية تحت المطر و ناس بتغني على حالها
و ناس بتغني للطريق و بتنسى حالها
ناس عايشة في غربة و ناس الغربة عايشة فيها
و ناس عاملة جوايا زحمة و أنا مش فاضيالها
و لا حد فاضيلي منهم و ناس مش واخدة بالها
بأقولك إيه
تيجي نشرب سوا كباية قهوة ؟