Friday, April 04, 2008

لكل عاشق وطن


أن أصبح أنا وطنك و عشقك .... أن أكون أنا من كتب عليك لقاؤها ... كتب عليك و عليِ أن يجمعنا قدر واحد نصرخ فيه معلنين حبنا على الملأ ليسمعنا الجميع ... أن ترتبط مصائرنا و مصير قلوبنا بالحب و يصبح حبنا أجمل الأحلام عندما يعيش كل منا بقلب الآخر فلا يعود يملك قلبه و لا دقاته ... أن أحلم ملئ جفوني بما سوف أعيشه معك و أنت دائماً غائب و لا تأتي

أن تصبح أنت حلمي و وجعي و أمنية الجميع ليطمئنوا على حالي و مستقبلي ... لم أعد أتحمل فكرة و إحساسي بتأخرك و عدم ظهورك في حياتي حتى الآن .... لا أعلم لماذا أحيا هذه الحياة بدونك ... لماذا أريد أن أصبح مختلفة عن من هم حولي ....

 

لماذا لا أقبل أن أكون مجرد أنثى مثل من تلفت نظر الرجال ليتمنوها زوجة لهم ، لماذا لا أقبل أن أصبح عادية بدون أحلام تعيش في قالب رائج السوق و الزبائن ، لماذا لا أقبل أن أتغير و لماذا أخاف على تلك الصغيرة البريئة المتمردة بداخلي من النضوج و التعقل ؟؟؟ لماذا أصيح بها دائماً " أوعي تكبري " و كلما مرت الأيام تزداد حدة و سرعة صرخاتي و تحذيراتي لها من أن تكبر و تترك عالمها ...

أن يصبح كل وجعي و إنشغالي في الحياة أن أجدك و أعرف من أنت و أن أدافع عن حالي إذ لم أكن ممن تعرف كيف تروج بضاعتها و لا أعرف كيف أصبح أخرى حتى تراني مناسبة ؟ هل ألبس قناعاً يخفي كل ما بداخلي من احساس بالضعف و العظمة و حب الحياة و مخاوفي لأصبح تلك الأخرى التي تعجبك و تجعلك تسعى لأن ترتبط بها و عندما ترتبط بها تصبح هي موطن أحزانك و النكد و تظل تبحث أنت عن من هي متحررة و منطلقة و جريئة و طفلة مثلي ... فأنا من تتمتع معها و تظهر وجهك المتحرر و لكن لا تتزوجني و في بيتك مع ذلك النموذج فأنت التقي الورع الملتزم دائماً ، أنت الوحيد صاحب الرأي و الصواب و من لا يخطئ و لا يكذب و لا يجرح مشاعر أحد ... فتشتاق لي لمتعتك و ضحكاتك و الحوارات الثقافية و السياسية و الأدبية و الفنية و لكنني أبقى أنا من لا تتزوجها ... 

أبقى أنا من يتحرك حولها الكون و يتطور الناس ليصبحوا عائلات و أسر بعد أن كانوا أفراداً معها يشاركونها جزءها الأول من الحياة بأحلام بعضها معقد و بعضها سطحي جداً و لكنهم أصبحوا متكاثرين حولها و هي تقف محلك سر ... لا تملك إلا أن تشاهدهم و تشاهد نسلهم يزداد و يتقدم في العمر و هي باقية ... 

بدأت تترك لمشاعرها حرية أن تستمتع بأي كلمة أو حركة أو إحساس حتى لو لم يكن مقصوداً أو صحيحاً أو مشروعاً حتى ... فتستهلك من ذاتها و من إحساسها ... تصبح مجرد خيال لأنثي كانت تحيا حياتها من طفولتها تحلم بلحظة لقاؤك أنت أيها الرجل ... أنت يا من لا يأت أبداً ... أنت يا من لا يراها أبداً و إذا رأيتها خشيت من ذكاؤها و مرحها و شغفها بك و أصابك ذهول من تدفق مشاعرها ... ربما خشيت أن لا تستطع أن تكفي هذا الفيضان من المشاعر ... أرعبتك فكرة أن لا تكون أنت رجلها و فارسها في الغرام فهربت من أيامها و مجال حياتها لتصبح فقط في أحلامها تتضخم صورتك و طيفك ليضغط على وجع واقعها المر ... 

أنت الحلم و انت الوجع ... أنت مجتمع يشكلني لأكون بضاعة للبيع و الشراء و أنت وجعي و حلمي في أن أصبح إنسانة حرة ... حرة العقل و الإحساس و الإبداع .. أنت إبداعي أنا في أن أصيغ مشاعري و أحلامي في إنسان يخلق لي عوالم لم أعشها من قبل من النعومة و الحب و النشوة ... أحب أن أحتمي بك . أحب أن اختبئ في ضلوعك ... أحب أن أتذوق طعم الملح الخفيف الذي يغطي جسدك .. أن أتذوق دفئك و حنانك و قوتك ... أن اتنفس رائحتك طول الوقت فأتأكد أنني أحيا و أنني صاحبة الكون الفسيح ...و أشعر أنني أملك فعلاً هذا البراح من الحياة و الإحساس و الحلم ... أحبك أن تراني أنا كما أشعر أنا ذاتي .. 

لا أحب الأقنعة ... أريد أن أراك كما أريدك أن تراني ... أريدك معي إلى جانبي ... أريدك إنحرافي و جنوني .. أريدك إيماني و صلاتي و قرباني لله ... أريدك أنت تصبح ملجأي للحب و الحرية ... أريد أن أكون أنا كما أصدقني و ليس كما يريدونني أن أكون ... أريدك أنت أيها الشاعر الذي يدخل في زوايا النفوس و القلوب المهجورة والمنسية من أرواح الناس و المظلمة في إحساسهم ... أريدك أنت أيها الفارس المدافع عن الضعفاء و الشرف و الخير ... يا من تدافع عني و عن أحلامي و قلبي و تحميهم غدر الزمان ... أريد أن أكون مليكتك أيها الملك المتوج ... أريد أن أكون أنا تلك من تحلم بها و تقمص إحساسها و تتخيل ردود فعلها و حبها و شغفها بك ... تلك الحورية التي تملأ شغاف قلبك المتمرد دائماً ، قلبك المغرور بذكورته ، قلبك الذي يكون دائماً شهيد أمامك أياً كان واقع الأحداث حتى لو كان هو الجاني .. أنت المهدور حقه في الرعاية و الحب و الرومانسية دائماً دون أن تتذكرهم أنت و تمنحني حقي فيهم ... فقط تتذكر أنه يجب أن تكون أنت الطاووس المرفه صاحب الألوان البراقة و أنا على هامش حياتك كما يترائى لك أن تراني فأتحول لك بين الثانية و الأخري ما بين أنثي و أم و زوجة و عشيقة و أخت و مربية و مصدر دخل و أن أتحول في لمح البصر بإشارة منك ... دون أن تتحول أنت لأجلي من قاس إلى حنون و دافئ ...دون أن تتحول من قاضي و جلاد إلى مدافع و منقذ ... 

لا أعلم سرك أيها الرجل و لكن أصبح رعبي أن أتوه من ذاتي و لا أعرف كيف سبيل الرجوع إلى تلك الروح التي خلقها الله بداخلي ... أرجع فأجدني مشوهة المعالم و الروح و لا أتعرف على حالي ، فكيف بالله عليك كنت ستتعرف أنت إلى بعد أن أصبحت هكذا لا أعرف أنا حالي ... من أنت لتفعل بي كل هذا ؟؟ كل هذا الألم و كل هذه الطاقة المهدرة فقط للبحث عنك ؟ لماذا لا أستطيع أن أصبح أنا تلك التي على طبيعتها كما خلقها الله لك .. تصبح أي أحد تريده هي أن تكون في أي لحظة تحتاج هي أن تكونه و عندما تراك تحتاج لذلك .... أريد أن أكون أنا فقط ... أنا فقط إنسانة و أنثى 

No comments: